بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. وبعد .
اليوم افتتاح مدونتي المتواضعه .. التي احببت ان تشاركوني فيها
وهي بتاريخ 10/8/2011م
اتمنى من الله التوفيق
وان تنال اعجابكم واستحسانكم ..
وسأبدأ مدونتي بقصه كوميديه بعنوان :
(مهمه لمعادي الحظ بمكه)
عندما كنت بأخر سنه بالكليه الصحيه ..
تم الاعلان بالكليه .. عن من يريد التطوع مع الهلال الاحمر السعودي لخدمه حجاج بيت الله الحرام !!
وكان يريدون 15 متطوع !!
لكن لم يسجل الا 7 فقط ..
فطلبت من زميلي ان نذهب ونسجل معهم في هذه الخدمه الجليله لضيوف بيت الله الحرام !!
فوافق زميلي وذهبنا الى اداره الكليه .. لكي نسجل .. وبالفعل سجلنا!!
فحددوا لنا يوم لكي نجتمع .. ونأخذ فكره عن طبيعه.. عملنا هناك !!
فذهبنا بنفس اليوم انا وزميلي .. الى قاعه الاجتماعات !!
فوجدنا مندوب من جمعيه الهلال الاحمر السعودي ..
فبدأ الحديث بالشكر لنا .. وبدأ يحفزنا بكلام جميل ..
واذكر كلماته الرنانه في اذني الى الان .. عندما قال لنا انتم في مهمه نبيله وجميله وسوف تنالون الاجر والثواب من عند الله ..
واريدكم ان تعتبروا انفسكم .. في مهمه خاصه !!!
وهي اولاّ: خدمه حجاج بيت الله الحرام ..
وثانياّ:خدمه الوطن !!
وبدأت هذه الكلمات .. تدندن في اذني ..ورفعت رأسي عاليا !!
تمنيت ان انشد السلام الوطني ..
تخيلت انني ضابط عسكري ذاهب في مهمه وسط نيران الحرب !!
لكي أنقذ الناس ...
ذهبت مسرعاّ الى البيت لكي اجهز ملابسي وشنطه السفر !!
وبعد يومين .. حملت حقيبتي وذهبت لكي اودع ابي وامي واهلي ..
وتمنيت ان يشغلوا لي اغنيه وائل كفوري ..انا رايح بكره عالجيش !!
والمعجبات يبكين امامي ..
من فرحتي بهذه المهمه أحسست ان كل الشعب السعودي واقف امام بيتنا ليودعني !!
وكأنني انا الوحيد ,, الذي سيذهب الى مكه لخدمه الحجاج !!
جمعت خادمات اخواتي الاربع (الاندونيسيات).. وطلبت منهن ان يهتفن بأسمي .. لكي احس بالفخر والعزه واتشجع اكثر فأكثر .. وكأنني ضابط حقيقي !!
بدأن بالصراخ وبدأت اتخيلهن معجبات يقلن لي لا ترحل ياسلطان ننحن نحبك .. وكأنني ثامر حسني امام معجباته !!
بدأت افيق قليلاّ من تخيلاتي ..
وبدأت اسمع جيداّ.. فأذا بهن يقولن : جيب اندوي ياسلتان قبل يروه!! اي قبل ان تذهب احضر لنا اندومي ياسلطان!!
مسكت حقيبتي واتجهت للمطار ..
ركبت الطياره .. وانا رافع الرأس ومبتسم وشامخ كالجبال !!
وصلنا مطار جده الدولي .. ونزلت من سلم الطائره وزميلي معي واحس بالناس تصفق وتهتف بأسمي وكأنني رائد فضاء قد عدت لتوي من الفضاء !!
ذهبنا الى مكتب وزاره الصحه في المطار !!
وكنت اتوقع بأنهم سيركبوننا افخم السيارات .. او على الاقل لموزين طويل يكفينا كلنا !!
دخلنا مكتب وزاره الصحه بالمطار .. وسلمنا اوراقنا هناك !!
فقالوا انتظروا قليلاّ .. الى ان يجهز الباص !!
انتظرنا وانتظرنا .. وتعبنا من الأنتظار !!
وبعد ساعه ونصف .. اتى السائق الذي سيوصلنا الى مكان اقامه الهلال الاحمر !!
وفرحنا .. وركبنا جميعاّ .. وداخلي يرقص فرحاّ !!
وتعبت من كثر التفكير .. بمكان اقامتنا هناك .. وكيف سيكون شكل الغرف !!
هل هي سراميك او مفروشه بسجاد ايراني فخم ..
هل هي مكيفه بتكييف مركزي شديد البروده ...
هل سنأكل يومياّ في بوفيه مفتوح !! يوجد فيه مالذ وطاب من الاكل !!
هل سأنام على سرير مريح وكبير .. وبطانيه ناعمه .. ومخدات طبيه مريحه !!
وبينما انا احلم وافكر .. توقف الباص !!
فقال السائق : انزلوا وصلنا !!
نزلت وانا طائرمن الفرح .. فأنظر عن يميني وانظر عن شمالي .. ابحث عن مقر السكن !!
فأتفاجأ بمجموعه خيم .. منصوبه تحت جبل !!!
قلت في نفسي ربما انا احلم !! ارجوكم افيقوني من هذا الكابوس !!
ذهبت مسرعاّ الى السائق وسألته لكي اتأكد !!!
فقال لي نعم هذا هو مقر سكنكم ...... ياربااااااااااااااااه خيم !!!
تمالكت نفسي .. وارجلي لم تسعفني .. احس بدوار من الصدمه !! واريد ان افيق من كابوسي !!
نظر زميلي لي وقال : الله يعيننا ..
وتقدمنا قليلاّ الى الامام !!
فوجدنا رجل عريض المنكبين .. يمسك بملاس كبير في يده !! فأسميته بوقتها ابو ملاس !!
وبدأ يهلي ويرحب بنا !!
وقال ادخلوا الي خيمكم .. وتجهزوا للأجتماع مع رئيس مقر الهلال الاحمر !!
دخلت الخيمه .. فوجدت اسفنجات صغيرات يملئها الغبار وشراشف قديمه موزعه .. بالترتيب على عددنا !!
اي كل واحد لديه فراش منها !!
في هذه اللحظه كنت منهك ومتعب .. فستلقيت بفراشي !! لارتاح قليلاّ !!
فبدأو بالنداء لحضور الاجماع !!
ذهبنا انا وزميلي .. وشرحوا لنا انه سوف يتم توزيع مكافأت الخدمه علينا من هذه اللحظه !!
بواقع 800 ريال لكل متطوع !! فقلنا لا بأس !! رزق من رب الكون !!
فعندما هممنا انا وزميلي بالخروج من الاجماع !! وجدنا (ابوملاس ) واقف امام الخيمه !!
ويطالبنا بدفع 300 ريال .. قيمه الاعاشه والماء والشاي وخلافه!! وكان ملاسه بيده !!
وقال لنا من يريد ان يأكل معنا فاليدفع اولا .. او يموت من الجوع والعطش !!
لاننا بعيدون جداّ عن الاسواق والمحالات التجاريه .. فأعطيناه ماطلب !!
وقلت في نفسي .. لعل وعسى ان يعمل لنا بوفيه مفتوحاّّ .. كنت اتمنى ان يتحقق ولو حلم من احلامي !!
ذهبنا الى خيمتنا .. والتعب هد اجسامنا !!
ونمنا على الفور من شده التعب !!
وعند الساعه الخامسه فجراّ وانا نائم ومازلت احلم بأحلامي المكيه !!
بدأو بيقاظنا بمكبرات الصوت .. ويرددون اجمع اجمع !!وانا اتسأل ماذا نجمع .. هل نجمع قطيع اغنام لهم !!
ولكني اكتشفت ان معناها .. اي تجمعوا بالطابور !!! كأننا اطفال بالروضه !!
اجتمعنا .. وقالوا لنا اهبو للفطور .. ( فرحت وذهبت الى الخيمه اريد ان ارى البوفيه المفتوح ).
فدخلت الخيمه .. ووجدت ابوملاس يجهز الصحون ويرتب المائده .. ونظرت الى المائده فأذا بي اجد زيتوناّ وجبناّ وضع في صحون مفرقه !!
فصرخ ابو ملاس في وجههي وقال : هيه انت تعال وساعدني !!
فذهبت لاساعده .. وتمنيت وقتها ان اقتله بدلاّ من ان اساعده!!
بدأنا في دوريات يوميه بالاسعافات .. لمده 12 ساعه يومياّ .. لتغطيه اماكن الحجاج !!
وكنا نرجع منهكين ومتعبين .. وجائعين !! لم يكن لدينا مانأكله الا طبخ ابو ملاس !!
الذي لايعرف ان يطبخ سوى الرز واللحم !! ويمنى ان يطعمنا اياه في كل وقت !!
حتى في الصباح الباكر !!
لا اخفيكم .. عشت حاله سيئه .. من قله النظافه .. والجوع .. وقله النوم !!
حتى اني فكرت مراراّ ان اهرب من هذا المعتقل .. وليس مخيم !!
مرت الايام .. وانقضت وبقي اخر يوم لنا في الجمرات !!
وكنت وقتها انا واثنين وهم سائق ومسعف .. متمركزين تحت جسر الجرات من الساعه الخامسه فجرا!!
في وسط الحجاج .. لم نأكل فطوراّ يومها !!
وكان الحجاج يتهاتفون علينا .. واكثرهم لديه اصابات بالرأس وينزفون !!
كن احاول واعمل بأقصى طاقتي .. وكنت اصبر نفسي واقول هذا اخر يوم ولا تنسى الاجرالمضاعف من الله !!
لقد اعطونا الاداره والروساء ..تعليمات !!!
بأن لا نخلي مكاننا الا بحالات الطارئه فقط .. كنت ارى وجوه الناس تبكي امامي وقد غطاها الدم !!
وهم يترجوني ان اسعفهم الى المستشفى !!
كنا نتصل ونعرض الحاله التي امامنا للروأساء .. ولكنهم كانو يرفضون !!
تعرضنا للشتم من بعض الحجاج .. وهم يصرخون في وجوهنا !!
ويقولون: اليس في قلوبكم رحمه .. انقذونا !!
كنت ساكت ولا اتكلم .. واحس بدوار من هول مااراه أمامي !!
كان السائق ينادي للرئيس !! عبر الجهاز اللاسلكي !!
ويقول اين الطعام نحن ننهار من شده الجوع !!
كان يصبرنا ويقول انتظر الاكل بالطريق ... انتظرنا وانتظرنا ولم يأتي احد الينا من شده الزحام !!
احسست وقتها ان بدأت افقد حاسه السمع .. من كثره الضجيج !!
احسست اني ربما اموووت من قله الكل والتعب والاجهاد !!
كنت اتشهد كل ربع ساعه !! واطلب من الله المغفره !!
فقد السائق اعصابه وشتم الرئيس يالجهاز .. وحذره ان لم يحضر الاكل في غضون ساعه سنخلي المكان!!
كنت احس بدوار .. واعياء شديد .. فنظرت بجانب سياره الاساف !!
واذا بي ارى طفلين من الجنسيه التركيه .. قد جلسوا عند امهم !! ويبكون !!
نظرت لي الام وكانت تأشر بيديها !! ففهمت انها تريد ماء لاطفالها العطشى !!
نزلت من الاسعاف وتركتها لكي ابحث لاولادها عن ماء .. علي اجد باعه متجولين فأشتري لها ماء!!
عدت وانا صفر اليدين .. لكن وجدت ابوهم قد احضر لهم ماء .. وقطعه موز صغيره !!
حمدت الله وجلست ...
وعند الساعه الثانيه ظهراّ .. اتى الفرج !!!!
اتى سائق من تابع لنا .. واحضر لنا وجبه قطع دجاج من مطعم البيك !!
حمدت الله .. ولبست القفازات ونزلت من سياره الاسعاف لكي ااكل !!
فبينما انا اكل اتت امرأه حامل من الجنسيه المصريه .. وكانت متعبه .. وكأنه سوف يغمى عليها !!
وضعت اكلي جانبا .. واجلستها في سياره الاسعاف !!
وبدأت اسألها عن صحتها .. وهل هي حامل بالفعل ,, لان بطنها كان كبير !!
في هذه الحاله .. لا يوجد طبيبه نسائيه او طبيب معنا لكي يكشف عليها !!
فشخصت الحاله انها حاله ولاده .. وكانت تصرخ من الالم وكان زوجها معها !!
فقلت جاءنا الفرج !! هذه هي الحاله !! الطارئه التي ستخرجنا من هذا المكان !!
وطلبت لى الفور من السائق ان يتصل بالاداره ويعلمهم بحاله الولاده !!
وفعلاّ اتصل السائق بالاداره.. ووافقوا على ان ننقلها للمستشفى مع زوجها المرافق !!
وكنت فرحاّ وقتها .. لاني سأرى اول حاله ولاده في مكه وفي موسم الحج !!
وبدأت احلم مره اخرى .. وكنت اقول في نفسي يارب يارب !!!
ان تلد المرأه وتجب طفلاّ جميلاّ وتسميه على اسمي سلطان !!
لاني انا من انقذتها ..
فبدأنا نخرج قليلاّ قليلاّ عن الزحام !!
وكان زوجها بقربها .. ويسألها ازيك دي الوأتي !! بلهجتهم !!
فسكتت المرأه عن الصراخ .. وقالت : انا احسن بكتير !!
فطلب الزوج منا انزالهم .. انصدمت وغضبت !!
وقلت لماذا ؟؟؟ فقال : الحرمه خفت !! ومفهاش حاجه دي الوتي بقت احسن !!
كنت اريد ان اقبل يده من اجل ان يجعل زوجته تلد !! وتريحنا !!
لانه ان لم نسلم الحاله الى المستشفى .. فلن نستطيع العوده الى مقر السكن للراحه !!
فبدأنا بأقناعه .. انه لاضرر من دخولها المستشفى !! ويتطيع اخراجها على الفور بعد ذلك !!
الى ان وافق .... أخيراّ !!
وسلمنا الحاله .. ورجعنا ونحن نرقص فرحاّ ..
وكأننا انقذنا العالم !!
ذهبت ولم اتمالك نفسي من الفرح .. بمناسبه انتهاء مده تطوعنا !!
ونمت على الفور .. ولم افق الا في اليوم التالي ..
فوضبنا اغراضنا .. وودعنا الطاقم .. وانا ذهبت وودعت ابوملاس !!الذي اصبح صديقي فيما بعد !!
وشكرته على الاكل السيئ الذي كان يعده لنا !!
ورجعت مع زميلي على اول طائره الى الرياض !!
وعاهد نفسي انها المره الاولى و الاخيره .. التي اذهب فيها مع الهلال الاحمر السعودي !!
هذه قصتي .. ودمتم سالمين !!
(مهمه لمعادي الحظ بمكه ).. الجزء ال2 !!
تم تعييني بأحد المستشفيات .. الحكوميه !!
ومرت سنه لي في المستشفى !!
اتاني .. احد الزملاء واخبرني .. انه بدأ التقديم على من يريدون الانتداب من الموظفين بالمستشفى .. لخدمه حجاج بيت الله الحرام في موسم الحج !!
فتذكرت معاناتي مع الهلال الاحمر سابقاّ .. فقلت لزميلي قصتي وماحصل لي .. ومعاناتي !!واني عاهدت نفسي بان لا اذهب مره اخرى ابداّ !!
فأكد لي زميلي .. ان الانتداب مع وزاره الصحه غير .. فهناك غرف خاصه .. وبوفيه مفتوح .. وسرر مريحه !!
فصدقت كلامه وذهبت وسجلت اسمي .. وتمت الموافقه على انتدابي لمكه لمده 2 اسبوعين!!
جهزت شنطي واغراضي .. واخذت غيارات داخليه تكفيني لمده 2 اسبوعين .. لكرهي للمغاسل الخارجيه للثياب !! لانها تفتقر للنظافه !!
وذهبت للمطار وركبت الطياره .. ووصلت جده .. وركبت الباص .. لتوصيلي للمستشفى الذي سأعمل به هناك !! وهو بعرفه !!
وصلنا المكان !!
نزلت وعيني ترقب ماحولي .. وجدت الجبال المظلمه .. والهدوء والظلام يغطي كل مكان .. والمستشفى كأنه مهجور .. ذهبنا انا وزميلي نبحث عن المسؤل عن انتدابنا!!
وكان الوقت متأخراّ .. حوالي الساعه 12 بعد منتصف الليل !!
بحثنا في كل مكان .. ولم نجد احداّ .. وكنا متعبين !!
فصعدنا نبحث عن السكن ..
وواخير وجدنا .. لوحه تقول هنا السكن .. لم نتماك انفسنا من الفرح .. وذهبنا مسرعين لنختار الغرفه !! وبدأت خيالتي .. تصور غرفتي .. تمنيت ان تكون واسعه وسريرها مريح !!
دخلنا الغرفه !!!! وانصدمت عندما رايت السرر .. كان في كل غرفه 8 الى 10 اسره !!
وكأنها سرر .. سجن .. لانها فوق بعض ..على طريقه السجون بالمسلسلات !! شراشف قديمه .. مخدات مستعمله وليست نظيفه .. اسفنج مغبر !!
طلبت من زميلي .. ان يفيقني من كابوس .. رأيت مثله سابقا ّ !!
لكن زميلي لم يكترث وانزل شنطته !! واختار سريرا ارضيا ّ ..
وقال لي .. اذكر الله وحط راسك .. ونم !!
طلبت من الله ان يهون مصيبتي .. وان يجعلها اخر المصائب !!
واخترت سرير ارضي ..ونمت من شده التعب !!
في يوم الغد .. صحينا .. من النوم .. ودخلت الحمام (عزكم الله) وهو الحمام الوحيد بالغرفه اي يستخدم من 10 منتدبين ... واخذت حمامي الصباحي كالمعتاد !!
وكنت جائع وقتها .. فقال زميلي انه وجد الكافيتريا .. ولديهم وجباتنا اليوميه !!
ففرحت وذهبت معه !!
دخلت الكافيتريا .. ووجدت الطاولات القديمه !! والمكان ضيق !! وكان على طريقه بوفيه مغلق وليس مفتوح !!
المهم .. كنت اتمنى ان افطر .. فطوراّ شهياّ لعلي انسى مصيبه الغرفه !!
تقدمت واخذت صحناّ .. واقتربت من العامل .. فسألته ماذا لديكم للأفطار .. كنت اتمنى ان يقول لي كل ماتريده ياسيدي مالذ وطاب !!
لكنه رد علي بلغه البنقاليه .. وكأنه يتشمت بي !!
مافيه الا ادس وجبون وزيتون !! ايش يبقى ؟؟؟
رديت عليه بصوت حزين .. اعطني زيتونا اسود .. كيومي هذا الاسود !!
جلست واكلت زيتوني .. وذهبنا وتفقدنا المستشفى الخالي !!
وبعدها رجعنا لغرفتنا .. فوجدنا المنتدبين الجدد !! ثمانيه !! وانا وزميلي نصبح عشره .. على حمام واحد !!!
والمشكله انني وجدت السرير الذي فوقي .. قد اخذه واحد ملتحي وسمين وله كرش .... اسميته ابوكرش الشخار !!! لانه يعزف سنفونيه قويه بالشخير وهو نائم !!
وكان معنا ايضا بالغرفه سوداني .. يحب النوم اسميته صادق والله !!
لانه يرد على اي محادثه بكلمه صادق والله !! حتى ان كنت انت تكذب بكلامك !!
وكان معنا مصري .. ابو ريحه !! لانه لا يستحم ورائحته كريهه !!
اما الخمسه الباقين .. فأسميتهم رجال الباديه !! لانهم من البدو .. ويسكنون الهجر !! وجعلوا غرفتنا .. ديوانيه لأستقبال الضيوف !!
فأي واحد يمر من غرفتنا يصيحوا عليه ... اقلط اقلط حياك !! حتى وان كان بنقالي !!
وكانو يطبخون القهوه في كل وقت ... لانهم مدمنين قهوه !! وياويلك لو ماتشرب معهم !! لانهم سيعتبرونك منشق ولست رجلاّ !!
.. كنت اجلس في سرير .. وكأني مريض نفسي !!
لاني اعتبرت نفسي سجين في زنزانه .. في مكان بعيد عن السكان !! ولا يوجد من يزورني في زنزانتي !!
المهم .. اجتمعنا مع اداره المستشفى !!
ووزعوا المهام علينا .. وافهمونا ان المستشفى سيعمل في يوم التاسع من ذي الحجه .. وان علينا تحضير المستشفى .. ليكون جاهز لا ستقبال المرضى !!
واختاروني من فرق الانقاذ .. واعطوني رقماّ خاصاّ .. احفظه .. واستجيب اذا طلبوني بأي وقت !!
وأفهموني انه لا يطلبوننا الا بالكوارث !! والحالات الصعبه !!
وفي يوم من الايام .. وبينما انا جالس استمع لسنفونيه ابوكرش الشخار .. في وقت متأخر من الليل طبعاّ ..
بدأت صافرات الانذار .. تطلبنا نحن فريق الانقاذ .. هممت بسرعه لالبس بدلتي .. ومن خوفي واستعجالي .. لا ادري هل لبست ملابس داخليه ام نزعتها !!!
ركبنا سياره الاسعاف .. وانطلقنا بأقصى سرعه لتلبيه النداء .. كنا خائفين ولا نعلم ماذا حدث .. يمكن ان يكون حريق هائل .. او هدم .. او حادث شنيع !!
المهم .. فهمونا بالجهاز انه حادث مروري .. عباره عن انقلاب باص !!
تجهزنا ولبسنا الاقنعه .. ونحن ندعوا الله ان يلطف بهم وبنا !!
وصلنا مكان الحادث .. فوجدنا عمال .. مرميون على الارض .. والكشافات عليهم !!
اقتربت من المريض الملقى على الارض !! وانا في قمه نشاطي .. اريد ان انقذه !!
فلمى اقتربت منه وجدته بنقالي .. وينظر لي ويضحك .... قلت في نفسي .. ربما يبتسم من هول الصدمه !!او انه مجنون !! فوجدت فيه ورقه على صدره مكتوب عليها ميت !!
فسألته ايش فيه صديق ؟؟؟
رد علي انا موت !!!!!!!!!!!
قلت وانا متعجب : مووووووووت !!
فقال: ايوه يالله شيل انا !!
جسلت دقيقه افكر .. وان في ذهووول !!
فقترب مني احد المسعفين .. وقال لي هذا تدريب على الكوارث !! اتركه وابحث عن مريض مكتوب عليه مصاب !!
فضحكت وانا من داخلي يتقطع من القهر .. وبدأنا ننادي اين المريض المصاب ,,,,,,,, فوجدنا بنقالي مكتوب عليه مصاب .. قلت لمن معي يالله شيل !!
مرت الايام وبدأنا العمل في اليوم التاسع .. وانا حالتي حاله !!
لقد طال ذقني .. واصبحت هرماّ .. من قله الاكل وقله النوم .. !!
وكانو يطعموننا في الكافيتريا في الصباح العدس او الفول وجبنه وزيتون .. وفي الغداء الرز وربع دجاجه وفاصوليا .. وفي العشاء نفس الشئ .... تذكرت صديقي القديم ابو ملاس !!
حتى ممنوع السلطات ..والفواكه !!! ولابد ان تختار اما برتقاله او موزه !! ممنوع ان تأخذهم كلهم !!
انتظرت العيد ... وجاء يوم العيد !!
قلت في نفسي لابد ان يحضروا لنا .. قاتوهات .. وحلويات .. لاني من مده لم اذق غير الرز والعدس !!
ذهبت في صباح العيد اجري .. للكافتريا ,, وانا مهوووس بالحلويات .. واتمنى ان اذوق ولو قطعه صغيره .. من قاتوه !!
دخلتي الكافتريا .. ولم اجد شئ هناك !! سوى العدس والزيتون !!
انهرت واردت ان اقتل نفسي .. لاني تعبت نفسياّ !!
اتصلتي بي امي .. وتسألني هل اكل هل اشرب هل انام جيداّ !!
قلت لها وانا اخفي حزني .. كل شئ متوفر ياامي .. لا تقلقي .. وانا الان اكل الحلويت والكيك !! يم يم !!
ففرحت امي .. وانا اردت وقتها ان ابكي ..!!
وبعدها مرت الايام ورجعت !! لبيتي .. ولم تعرفني امي !!
هذه قصتي ..
صحيح اني تعبت في مهمتي .. لكن الله صبرني .. بدعاء الحاج لي !!
فكنت اخذ قوتي من الله ثم من ابتسامتهم بعد الشفاء بوجهي !!
اتمنى ان تعجبكم قصتي ..
ودمتم سالمين ..
والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .. وبعد .
اليوم افتتاح مدونتي المتواضعه .. التي احببت ان تشاركوني فيها
وهي بتاريخ 10/8/2011م
اتمنى من الله التوفيق
وان تنال اعجابكم واستحسانكم ..
وسأبدأ مدونتي بقصه كوميديه بعنوان :
(مهمه لمعادي الحظ بمكه)
عندما كنت بأخر سنه بالكليه الصحيه ..
تم الاعلان بالكليه .. عن من يريد التطوع مع الهلال الاحمر السعودي لخدمه حجاج بيت الله الحرام !!
وكان يريدون 15 متطوع !!
لكن لم يسجل الا 7 فقط ..
فطلبت من زميلي ان نذهب ونسجل معهم في هذه الخدمه الجليله لضيوف بيت الله الحرام !!
فوافق زميلي وذهبنا الى اداره الكليه .. لكي نسجل .. وبالفعل سجلنا!!
فحددوا لنا يوم لكي نجتمع .. ونأخذ فكره عن طبيعه.. عملنا هناك !!
فذهبنا بنفس اليوم انا وزميلي .. الى قاعه الاجتماعات !!
فوجدنا مندوب من جمعيه الهلال الاحمر السعودي ..
فبدأ الحديث بالشكر لنا .. وبدأ يحفزنا بكلام جميل ..
واذكر كلماته الرنانه في اذني الى الان .. عندما قال لنا انتم في مهمه نبيله وجميله وسوف تنالون الاجر والثواب من عند الله ..
واريدكم ان تعتبروا انفسكم .. في مهمه خاصه !!!
وهي اولاّ: خدمه حجاج بيت الله الحرام ..
وثانياّ:خدمه الوطن !!
وبدأت هذه الكلمات .. تدندن في اذني ..ورفعت رأسي عاليا !!
تمنيت ان انشد السلام الوطني ..
تخيلت انني ضابط عسكري ذاهب في مهمه وسط نيران الحرب !!
لكي أنقذ الناس ...
ذهبت مسرعاّ الى البيت لكي اجهز ملابسي وشنطه السفر !!
وبعد يومين .. حملت حقيبتي وذهبت لكي اودع ابي وامي واهلي ..
وتمنيت ان يشغلوا لي اغنيه وائل كفوري ..انا رايح بكره عالجيش !!
والمعجبات يبكين امامي ..
من فرحتي بهذه المهمه أحسست ان كل الشعب السعودي واقف امام بيتنا ليودعني !!
وكأنني انا الوحيد ,, الذي سيذهب الى مكه لخدمه الحجاج !!
جمعت خادمات اخواتي الاربع (الاندونيسيات).. وطلبت منهن ان يهتفن بأسمي .. لكي احس بالفخر والعزه واتشجع اكثر فأكثر .. وكأنني ضابط حقيقي !!
بدأن بالصراخ وبدأت اتخيلهن معجبات يقلن لي لا ترحل ياسلطان ننحن نحبك .. وكأنني ثامر حسني امام معجباته !!
بدأت افيق قليلاّ من تخيلاتي ..
وبدأت اسمع جيداّ.. فأذا بهن يقولن : جيب اندوي ياسلتان قبل يروه!! اي قبل ان تذهب احضر لنا اندومي ياسلطان!!
مسكت حقيبتي واتجهت للمطار ..
ركبت الطياره .. وانا رافع الرأس ومبتسم وشامخ كالجبال !!
وصلنا مطار جده الدولي .. ونزلت من سلم الطائره وزميلي معي واحس بالناس تصفق وتهتف بأسمي وكأنني رائد فضاء قد عدت لتوي من الفضاء !!
ذهبنا الى مكتب وزاره الصحه في المطار !!
وكنت اتوقع بأنهم سيركبوننا افخم السيارات .. او على الاقل لموزين طويل يكفينا كلنا !!
دخلنا مكتب وزاره الصحه بالمطار .. وسلمنا اوراقنا هناك !!
فقالوا انتظروا قليلاّ .. الى ان يجهز الباص !!
انتظرنا وانتظرنا .. وتعبنا من الأنتظار !!
وبعد ساعه ونصف .. اتى السائق الذي سيوصلنا الى مكان اقامه الهلال الاحمر !!
وفرحنا .. وركبنا جميعاّ .. وداخلي يرقص فرحاّ !!
وتعبت من كثر التفكير .. بمكان اقامتنا هناك .. وكيف سيكون شكل الغرف !!
هل هي سراميك او مفروشه بسجاد ايراني فخم ..
هل هي مكيفه بتكييف مركزي شديد البروده ...
هل سنأكل يومياّ في بوفيه مفتوح !! يوجد فيه مالذ وطاب من الاكل !!
هل سأنام على سرير مريح وكبير .. وبطانيه ناعمه .. ومخدات طبيه مريحه !!
وبينما انا احلم وافكر .. توقف الباص !!
فقال السائق : انزلوا وصلنا !!
نزلت وانا طائرمن الفرح .. فأنظر عن يميني وانظر عن شمالي .. ابحث عن مقر السكن !!
فأتفاجأ بمجموعه خيم .. منصوبه تحت جبل !!!
قلت في نفسي ربما انا احلم !! ارجوكم افيقوني من هذا الكابوس !!
ذهبت مسرعاّ الى السائق وسألته لكي اتأكد !!!
فقال لي نعم هذا هو مقر سكنكم ...... ياربااااااااااااااااه خيم !!!
تمالكت نفسي .. وارجلي لم تسعفني .. احس بدوار من الصدمه !! واريد ان افيق من كابوسي !!
نظر زميلي لي وقال : الله يعيننا ..
وتقدمنا قليلاّ الى الامام !!
فوجدنا رجل عريض المنكبين .. يمسك بملاس كبير في يده !! فأسميته بوقتها ابو ملاس !!
وبدأ يهلي ويرحب بنا !!
وقال ادخلوا الي خيمكم .. وتجهزوا للأجتماع مع رئيس مقر الهلال الاحمر !!
دخلت الخيمه .. فوجدت اسفنجات صغيرات يملئها الغبار وشراشف قديمه موزعه .. بالترتيب على عددنا !!
اي كل واحد لديه فراش منها !!
في هذه اللحظه كنت منهك ومتعب .. فستلقيت بفراشي !! لارتاح قليلاّ !!
فبدأو بالنداء لحضور الاجماع !!
ذهبنا انا وزميلي .. وشرحوا لنا انه سوف يتم توزيع مكافأت الخدمه علينا من هذه اللحظه !!
بواقع 800 ريال لكل متطوع !! فقلنا لا بأس !! رزق من رب الكون !!
فعندما هممنا انا وزميلي بالخروج من الاجماع !! وجدنا (ابوملاس ) واقف امام الخيمه !!
ويطالبنا بدفع 300 ريال .. قيمه الاعاشه والماء والشاي وخلافه!! وكان ملاسه بيده !!
وقال لنا من يريد ان يأكل معنا فاليدفع اولا .. او يموت من الجوع والعطش !!
لاننا بعيدون جداّ عن الاسواق والمحالات التجاريه .. فأعطيناه ماطلب !!
وقلت في نفسي .. لعل وعسى ان يعمل لنا بوفيه مفتوحاّّ .. كنت اتمنى ان يتحقق ولو حلم من احلامي !!
ذهبنا الى خيمتنا .. والتعب هد اجسامنا !!
ونمنا على الفور من شده التعب !!
وعند الساعه الخامسه فجراّ وانا نائم ومازلت احلم بأحلامي المكيه !!
بدأو بيقاظنا بمكبرات الصوت .. ويرددون اجمع اجمع !!وانا اتسأل ماذا نجمع .. هل نجمع قطيع اغنام لهم !!
ولكني اكتشفت ان معناها .. اي تجمعوا بالطابور !!! كأننا اطفال بالروضه !!
اجتمعنا .. وقالوا لنا اهبو للفطور .. ( فرحت وذهبت الى الخيمه اريد ان ارى البوفيه المفتوح ).
فدخلت الخيمه .. ووجدت ابوملاس يجهز الصحون ويرتب المائده .. ونظرت الى المائده فأذا بي اجد زيتوناّ وجبناّ وضع في صحون مفرقه !!
فصرخ ابو ملاس في وجههي وقال : هيه انت تعال وساعدني !!
فذهبت لاساعده .. وتمنيت وقتها ان اقتله بدلاّ من ان اساعده!!
بدأنا في دوريات يوميه بالاسعافات .. لمده 12 ساعه يومياّ .. لتغطيه اماكن الحجاج !!
وكنا نرجع منهكين ومتعبين .. وجائعين !! لم يكن لدينا مانأكله الا طبخ ابو ملاس !!
الذي لايعرف ان يطبخ سوى الرز واللحم !! ويمنى ان يطعمنا اياه في كل وقت !!
حتى في الصباح الباكر !!
لا اخفيكم .. عشت حاله سيئه .. من قله النظافه .. والجوع .. وقله النوم !!
حتى اني فكرت مراراّ ان اهرب من هذا المعتقل .. وليس مخيم !!
مرت الايام .. وانقضت وبقي اخر يوم لنا في الجمرات !!
وكنت وقتها انا واثنين وهم سائق ومسعف .. متمركزين تحت جسر الجرات من الساعه الخامسه فجرا!!
في وسط الحجاج .. لم نأكل فطوراّ يومها !!
وكان الحجاج يتهاتفون علينا .. واكثرهم لديه اصابات بالرأس وينزفون !!
كن احاول واعمل بأقصى طاقتي .. وكنت اصبر نفسي واقول هذا اخر يوم ولا تنسى الاجرالمضاعف من الله !!
لقد اعطونا الاداره والروساء ..تعليمات !!!
بأن لا نخلي مكاننا الا بحالات الطارئه فقط .. كنت ارى وجوه الناس تبكي امامي وقد غطاها الدم !!
وهم يترجوني ان اسعفهم الى المستشفى !!
كنا نتصل ونعرض الحاله التي امامنا للروأساء .. ولكنهم كانو يرفضون !!
تعرضنا للشتم من بعض الحجاج .. وهم يصرخون في وجوهنا !!
ويقولون: اليس في قلوبكم رحمه .. انقذونا !!
كنت ساكت ولا اتكلم .. واحس بدوار من هول مااراه أمامي !!
كان السائق ينادي للرئيس !! عبر الجهاز اللاسلكي !!
ويقول اين الطعام نحن ننهار من شده الجوع !!
كان يصبرنا ويقول انتظر الاكل بالطريق ... انتظرنا وانتظرنا ولم يأتي احد الينا من شده الزحام !!
احسست وقتها ان بدأت افقد حاسه السمع .. من كثره الضجيج !!
احسست اني ربما اموووت من قله الكل والتعب والاجهاد !!
كنت اتشهد كل ربع ساعه !! واطلب من الله المغفره !!
فقد السائق اعصابه وشتم الرئيس يالجهاز .. وحذره ان لم يحضر الاكل في غضون ساعه سنخلي المكان!!
كنت احس بدوار .. واعياء شديد .. فنظرت بجانب سياره الاساف !!
واذا بي ارى طفلين من الجنسيه التركيه .. قد جلسوا عند امهم !! ويبكون !!
نظرت لي الام وكانت تأشر بيديها !! ففهمت انها تريد ماء لاطفالها العطشى !!
نزلت من الاسعاف وتركتها لكي ابحث لاولادها عن ماء .. علي اجد باعه متجولين فأشتري لها ماء!!
عدت وانا صفر اليدين .. لكن وجدت ابوهم قد احضر لهم ماء .. وقطعه موز صغيره !!
حمدت الله وجلست ...
وعند الساعه الثانيه ظهراّ .. اتى الفرج !!!!
اتى سائق من تابع لنا .. واحضر لنا وجبه قطع دجاج من مطعم البيك !!
حمدت الله .. ولبست القفازات ونزلت من سياره الاسعاف لكي ااكل !!
فبينما انا اكل اتت امرأه حامل من الجنسيه المصريه .. وكانت متعبه .. وكأنه سوف يغمى عليها !!
وضعت اكلي جانبا .. واجلستها في سياره الاسعاف !!
وبدأت اسألها عن صحتها .. وهل هي حامل بالفعل ,, لان بطنها كان كبير !!
في هذه الحاله .. لا يوجد طبيبه نسائيه او طبيب معنا لكي يكشف عليها !!
فشخصت الحاله انها حاله ولاده .. وكانت تصرخ من الالم وكان زوجها معها !!
فقلت جاءنا الفرج !! هذه هي الحاله !! الطارئه التي ستخرجنا من هذا المكان !!
وطلبت لى الفور من السائق ان يتصل بالاداره ويعلمهم بحاله الولاده !!
وفعلاّ اتصل السائق بالاداره.. ووافقوا على ان ننقلها للمستشفى مع زوجها المرافق !!
وكنت فرحاّ وقتها .. لاني سأرى اول حاله ولاده في مكه وفي موسم الحج !!
وبدأت احلم مره اخرى .. وكنت اقول في نفسي يارب يارب !!!
ان تلد المرأه وتجب طفلاّ جميلاّ وتسميه على اسمي سلطان !!
لاني انا من انقذتها ..
فبدأنا نخرج قليلاّ قليلاّ عن الزحام !!
وكان زوجها بقربها .. ويسألها ازيك دي الوأتي !! بلهجتهم !!
فسكتت المرأه عن الصراخ .. وقالت : انا احسن بكتير !!
فطلب الزوج منا انزالهم .. انصدمت وغضبت !!
وقلت لماذا ؟؟؟ فقال : الحرمه خفت !! ومفهاش حاجه دي الوتي بقت احسن !!
كنت اريد ان اقبل يده من اجل ان يجعل زوجته تلد !! وتريحنا !!
لانه ان لم نسلم الحاله الى المستشفى .. فلن نستطيع العوده الى مقر السكن للراحه !!
فبدأنا بأقناعه .. انه لاضرر من دخولها المستشفى !! ويتطيع اخراجها على الفور بعد ذلك !!
الى ان وافق .... أخيراّ !!
وسلمنا الحاله .. ورجعنا ونحن نرقص فرحاّ ..
وكأننا انقذنا العالم !!
ذهبت ولم اتمالك نفسي من الفرح .. بمناسبه انتهاء مده تطوعنا !!
ونمت على الفور .. ولم افق الا في اليوم التالي ..
فوضبنا اغراضنا .. وودعنا الطاقم .. وانا ذهبت وودعت ابوملاس !!الذي اصبح صديقي فيما بعد !!
وشكرته على الاكل السيئ الذي كان يعده لنا !!
ورجعت مع زميلي على اول طائره الى الرياض !!
وعاهد نفسي انها المره الاولى و الاخيره .. التي اذهب فيها مع الهلال الاحمر السعودي !!
هذه قصتي .. ودمتم سالمين !!
(مهمه لمعادي الحظ بمكه ).. الجزء ال2 !!
تم تعييني بأحد المستشفيات .. الحكوميه !!
ومرت سنه لي في المستشفى !!
اتاني .. احد الزملاء واخبرني .. انه بدأ التقديم على من يريدون الانتداب من الموظفين بالمستشفى .. لخدمه حجاج بيت الله الحرام في موسم الحج !!
فتذكرت معاناتي مع الهلال الاحمر سابقاّ .. فقلت لزميلي قصتي وماحصل لي .. ومعاناتي !!واني عاهدت نفسي بان لا اذهب مره اخرى ابداّ !!
فأكد لي زميلي .. ان الانتداب مع وزاره الصحه غير .. فهناك غرف خاصه .. وبوفيه مفتوح .. وسرر مريحه !!
فصدقت كلامه وذهبت وسجلت اسمي .. وتمت الموافقه على انتدابي لمكه لمده 2 اسبوعين!!
جهزت شنطي واغراضي .. واخذت غيارات داخليه تكفيني لمده 2 اسبوعين .. لكرهي للمغاسل الخارجيه للثياب !! لانها تفتقر للنظافه !!
وذهبت للمطار وركبت الطياره .. ووصلت جده .. وركبت الباص .. لتوصيلي للمستشفى الذي سأعمل به هناك !! وهو بعرفه !!
وصلنا المكان !!
نزلت وعيني ترقب ماحولي .. وجدت الجبال المظلمه .. والهدوء والظلام يغطي كل مكان .. والمستشفى كأنه مهجور .. ذهبنا انا وزميلي نبحث عن المسؤل عن انتدابنا!!
وكان الوقت متأخراّ .. حوالي الساعه 12 بعد منتصف الليل !!
بحثنا في كل مكان .. ولم نجد احداّ .. وكنا متعبين !!
فصعدنا نبحث عن السكن ..
وواخير وجدنا .. لوحه تقول هنا السكن .. لم نتماك انفسنا من الفرح .. وذهبنا مسرعين لنختار الغرفه !! وبدأت خيالتي .. تصور غرفتي .. تمنيت ان تكون واسعه وسريرها مريح !!
دخلنا الغرفه !!!! وانصدمت عندما رايت السرر .. كان في كل غرفه 8 الى 10 اسره !!
وكأنها سرر .. سجن .. لانها فوق بعض ..على طريقه السجون بالمسلسلات !! شراشف قديمه .. مخدات مستعمله وليست نظيفه .. اسفنج مغبر !!
طلبت من زميلي .. ان يفيقني من كابوس .. رأيت مثله سابقا ّ !!
لكن زميلي لم يكترث وانزل شنطته !! واختار سريرا ارضيا ّ ..
وقال لي .. اذكر الله وحط راسك .. ونم !!
طلبت من الله ان يهون مصيبتي .. وان يجعلها اخر المصائب !!
واخترت سرير ارضي ..ونمت من شده التعب !!
في يوم الغد .. صحينا .. من النوم .. ودخلت الحمام (عزكم الله) وهو الحمام الوحيد بالغرفه اي يستخدم من 10 منتدبين ... واخذت حمامي الصباحي كالمعتاد !!
وكنت جائع وقتها .. فقال زميلي انه وجد الكافيتريا .. ولديهم وجباتنا اليوميه !!
ففرحت وذهبت معه !!
دخلت الكافيتريا .. ووجدت الطاولات القديمه !! والمكان ضيق !! وكان على طريقه بوفيه مغلق وليس مفتوح !!
المهم .. كنت اتمنى ان افطر .. فطوراّ شهياّ لعلي انسى مصيبه الغرفه !!
تقدمت واخذت صحناّ .. واقتربت من العامل .. فسألته ماذا لديكم للأفطار .. كنت اتمنى ان يقول لي كل ماتريده ياسيدي مالذ وطاب !!
لكنه رد علي بلغه البنقاليه .. وكأنه يتشمت بي !!
مافيه الا ادس وجبون وزيتون !! ايش يبقى ؟؟؟
رديت عليه بصوت حزين .. اعطني زيتونا اسود .. كيومي هذا الاسود !!
جلست واكلت زيتوني .. وذهبنا وتفقدنا المستشفى الخالي !!
وبعدها رجعنا لغرفتنا .. فوجدنا المنتدبين الجدد !! ثمانيه !! وانا وزميلي نصبح عشره .. على حمام واحد !!!
والمشكله انني وجدت السرير الذي فوقي .. قد اخذه واحد ملتحي وسمين وله كرش .... اسميته ابوكرش الشخار !!! لانه يعزف سنفونيه قويه بالشخير وهو نائم !!
وكان معنا ايضا بالغرفه سوداني .. يحب النوم اسميته صادق والله !!
لانه يرد على اي محادثه بكلمه صادق والله !! حتى ان كنت انت تكذب بكلامك !!
وكان معنا مصري .. ابو ريحه !! لانه لا يستحم ورائحته كريهه !!
اما الخمسه الباقين .. فأسميتهم رجال الباديه !! لانهم من البدو .. ويسكنون الهجر !! وجعلوا غرفتنا .. ديوانيه لأستقبال الضيوف !!
فأي واحد يمر من غرفتنا يصيحوا عليه ... اقلط اقلط حياك !! حتى وان كان بنقالي !!
وكانو يطبخون القهوه في كل وقت ... لانهم مدمنين قهوه !! وياويلك لو ماتشرب معهم !! لانهم سيعتبرونك منشق ولست رجلاّ !!
.. كنت اجلس في سرير .. وكأني مريض نفسي !!
لاني اعتبرت نفسي سجين في زنزانه .. في مكان بعيد عن السكان !! ولا يوجد من يزورني في زنزانتي !!
المهم .. اجتمعنا مع اداره المستشفى !!
ووزعوا المهام علينا .. وافهمونا ان المستشفى سيعمل في يوم التاسع من ذي الحجه .. وان علينا تحضير المستشفى .. ليكون جاهز لا ستقبال المرضى !!
واختاروني من فرق الانقاذ .. واعطوني رقماّ خاصاّ .. احفظه .. واستجيب اذا طلبوني بأي وقت !!
وأفهموني انه لا يطلبوننا الا بالكوارث !! والحالات الصعبه !!
وفي يوم من الايام .. وبينما انا جالس استمع لسنفونيه ابوكرش الشخار .. في وقت متأخر من الليل طبعاّ ..
بدأت صافرات الانذار .. تطلبنا نحن فريق الانقاذ .. هممت بسرعه لالبس بدلتي .. ومن خوفي واستعجالي .. لا ادري هل لبست ملابس داخليه ام نزعتها !!!
ركبنا سياره الاسعاف .. وانطلقنا بأقصى سرعه لتلبيه النداء .. كنا خائفين ولا نعلم ماذا حدث .. يمكن ان يكون حريق هائل .. او هدم .. او حادث شنيع !!
المهم .. فهمونا بالجهاز انه حادث مروري .. عباره عن انقلاب باص !!
تجهزنا ولبسنا الاقنعه .. ونحن ندعوا الله ان يلطف بهم وبنا !!
وصلنا مكان الحادث .. فوجدنا عمال .. مرميون على الارض .. والكشافات عليهم !!
اقتربت من المريض الملقى على الارض !! وانا في قمه نشاطي .. اريد ان انقذه !!
فلمى اقتربت منه وجدته بنقالي .. وينظر لي ويضحك .... قلت في نفسي .. ربما يبتسم من هول الصدمه !!او انه مجنون !! فوجدت فيه ورقه على صدره مكتوب عليها ميت !!
فسألته ايش فيه صديق ؟؟؟
رد علي انا موت !!!!!!!!!!!
قلت وانا متعجب : مووووووووت !!
فقال: ايوه يالله شيل انا !!
جسلت دقيقه افكر .. وان في ذهووول !!
فقترب مني احد المسعفين .. وقال لي هذا تدريب على الكوارث !! اتركه وابحث عن مريض مكتوب عليه مصاب !!
فضحكت وانا من داخلي يتقطع من القهر .. وبدأنا ننادي اين المريض المصاب ,,,,,,,, فوجدنا بنقالي مكتوب عليه مصاب .. قلت لمن معي يالله شيل !!
مرت الايام وبدأنا العمل في اليوم التاسع .. وانا حالتي حاله !!
لقد طال ذقني .. واصبحت هرماّ .. من قله الاكل وقله النوم .. !!
وكانو يطعموننا في الكافيتريا في الصباح العدس او الفول وجبنه وزيتون .. وفي الغداء الرز وربع دجاجه وفاصوليا .. وفي العشاء نفس الشئ .... تذكرت صديقي القديم ابو ملاس !!
حتى ممنوع السلطات ..والفواكه !!! ولابد ان تختار اما برتقاله او موزه !! ممنوع ان تأخذهم كلهم !!
انتظرت العيد ... وجاء يوم العيد !!
قلت في نفسي لابد ان يحضروا لنا .. قاتوهات .. وحلويات .. لاني من مده لم اذق غير الرز والعدس !!
ذهبت في صباح العيد اجري .. للكافتريا ,, وانا مهوووس بالحلويات .. واتمنى ان اذوق ولو قطعه صغيره .. من قاتوه !!
دخلتي الكافتريا .. ولم اجد شئ هناك !! سوى العدس والزيتون !!
انهرت واردت ان اقتل نفسي .. لاني تعبت نفسياّ !!
اتصلتي بي امي .. وتسألني هل اكل هل اشرب هل انام جيداّ !!
قلت لها وانا اخفي حزني .. كل شئ متوفر ياامي .. لا تقلقي .. وانا الان اكل الحلويت والكيك !! يم يم !!
ففرحت امي .. وانا اردت وقتها ان ابكي ..!!
وبعدها مرت الايام ورجعت !! لبيتي .. ولم تعرفني امي !!
هذه قصتي ..
صحيح اني تعبت في مهمتي .. لكن الله صبرني .. بدعاء الحاج لي !!
فكنت اخذ قوتي من الله ثم من ابتسامتهم بعد الشفاء بوجهي !!
اتمنى ان تعجبكم قصتي ..
ودمتم سالمين ..
